نسخة جاهزة للباعة

الصفحة الرئيسية > المؤلفات > الغيب في المعركة والتغيير الكوني 

( 1 )

الغيب في المعركة والتغيير الكوني

 الإهداء
-   المقدمة  

 

الفصل الأول 

 الغيب
-   الغيب في حياة الرسول
      -   الغيب في العهد المكي
     -   الغيب في الهجرة
     -   الغيب في العهد المدني
     -   الغيب في غزوة بدر
     -   الغيب في غزوة أحد
     -   الغيب في غزوة الأحزاب
     -   الغيب في فتح خيبر
     -   الغيب في فتح مكة
     -   الغيب في غزوة حنين
     -   الغيب في معركة مؤتة
     -   الغيب في غزوة تبوك
 
-   وفــاة الرسول
  
الفصل الثاني
 
-   الغيب في عهد الصحابة
     -   الغيب في معركة اليرموك
     -   الغيب في فتح مصر
     -   الغيب في معركة القادسية
 
-     الغيب في الحروب الصليبية
 -   الغيب في الدولـة العثمانيــة
  
الفصل الثالث
 
-   حتمية النصر  ..  الصحوة الإسلامية قدر
 
     -   التحول في الجزائر
     -   التحول في مصر
     -   أثر حرب الأفغان في التغيير
     -   التحول في السودان
     -   التحول في تركيا
     -   التحول في الكرة الأرضية
 
-   زوال الإمبراطوريات التي ساهمت بقيام
     دولة إسرائيل
 
     -   زوال الإمبراطورية البريطانية
     -   زوال الإمبراطورية الفرنسيـــة
     -   زوال الإمبراطورية الألمانيــــة
     -   زوال السلطنة العثمانيــــــة
     -   زوال الإمبراطورية السوفياتيـة
     -   الزوال القائم للإمبراطورية الأمريكية
 
-   قواعد زوال الإمبراطوريات
 
-   التغيير الكوني في القرآن الكريم
 
الفصل الرابع
 
 -     تدمير الحضارة الغربية
 
     -   الآية الأولى في تدمير الحضارة المادية
     -   الآية الثانية في تدمير الحضارة المادية
 
-   مراحل تدمير دولة اليهود
 
-   التوكل والتواكل
 
 الفصل الخامس
 
 -   الحركات الإسلامية العاملة في الساحة
 
-   الحركات الإصلاحية
 
     -   الحركة الصوفية
     -   حركة الإخوان المسلمين
     -   حزب التحرير
     -   الدعوة السلفية
     -   حركة الدعوة والتبليغ
     -   حركات مختلفة
 
-   أسلوب الدعوة
  
الفصل السادس
  
-   الهجرة إلى الأرض المباركة

 

الإهـــداء

أقدم كتابي هذا إلى أهل الأرض المباركة في الداخل وفي الشتات ،  وإلى كل مفكر وعالم وسياسي مخلص ومجاهد يبحث عن الحقيقة ،  وإلى كل الأحزاب والتكتلات السياسية والنقابية . .  وإلى كل المسلمين في الأرض الذين جعلهم الله أمة واحدة وجعلهم أمناء على هذه الأرض المباركة  .

 أقــدم كتــابي هذا إلى كل شهـيد سقط على هذه الأرض وعلى كل أرض إسلاميـة . .  سقط في سبيل الله وإعلاء كلمة الله .  وإلى كل من ينتظر الشهادة في حرب الكفر كله وفي تحرير الأرض المباركة من أيدي يهود  .

 أقــدم كتــابي هذا ضــوءا على الطريق لمن أراد أن يستنـير ويهتدي سواء السبيــل  .

 

 المؤلـف

المقدمة 

 في جو الهزيمـة التي تعيشه الأمـة ؛ والظلام الذي يحيـط بها من كل جانب ؛ ظلمات بعضها فوق بعض كما قال الله تعالى (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) [ النور : 40 ]  .

 فهي تعيش في ظلمات متراكمة بعضها فوق بعض ؛ ظلمات التأخر الفكري والحضاري ؛ يعلوها ظلمات الجهل والأمية ؛ يعلوها ظلمات الخرافة والضلال يعلوها ظلمات الهزيمة والسخيمة ؛ يعلوها ظلمات الفكر المادي الملحد والعلماني ؛ يعلوها ظلمات التجزئة والدول على مستوى الحارات مما أوقع الأمة في اليأس والقنوط .  فكان لا بد لهذا الظلام من نور ليبدده ولهذا الليل من آخر ،  فجر يشرق على الأمة بنور الله بالنصر الحتمي والغلبة على أعداء الله والخلاص من التجزئة وقيام دولة الإسلام وذهاب دولة يهود  . 

وقد نتج عن هذا الوضع المؤلم وهذا الظلام الدامس أسئلة يرددها الناس في المجتمع  .

 هل إلى خلاص من سبيل ؟  وكيف ؟  . 

وهل عند هذه الأمة مقدرة على النهوض مرة أخرى ؟  .

 وهل تستطيع أن تجابه الدول الكـبرى ،  والنظـام العالمي الجديد ؟  .

 وهل إسرائيـل جـاءت لـتبقى ؟  وكيف السبيل إلى الخلاص منها ؟  .

 وهل التجزئــة مفروضة على هذه الأمة لا سبيل إلى الوحدة فيها أو الاتحاد ؟  .

 وهل سيعود الإسلام ليحكم في الأرض ليطهر الإنسانية التي تعاني من الشقاء الذي تعيش ؟

 وهل كل ذلك ممكن أن يكون والأمة لا تملك من الوسائل المادية ومن وسائل التدمير الذي يملكها عدوها ولا تملكه ؟   

وهل يمكن للمسلمين أن يتغلبوا على أمريكا وهي التي تملك القوة كلها وعلى أوروبا والغرب ؟  .

أما العلمانيون ومن تربوا في مدارس الغرب الفكرية ممن لا يعنيهم القرآن الكريم والحديث النبوي لا في قليل ولا في كثير ،  ولا يعنيهم تاريخ هذه الأمة الذي أشرق على الدنيا ذات يوم بنور الله ،  فبــدد الظلـم والظــلام ،  هؤلاء الناس رضوا بالحياة الدنيا وأطمأنوا بها ،  يدعـون الأمـة لترضى بالـذل وتقبـل بالهـوان ،  رسالتهم في الحيـاة أن يأكلــوا ويشربــوا ويتلـذذوا بأنـواع اللذة ولو عاشوا في ذل وهوان وعاشت أمتهم في الحضيض .  فجاء هذا الكتاب ليرد على هذه الأسئلـة جميعــا من خــلال كتاب الله وأحــاديث الرسول صلى الله عليـه وسلم ومن خلال تاريخ هذه الأمة حينما كانت صاحبة رسالة ،  ففتح الله لها الأرض وأزال على يديها الإمبراطوريات ،  هذه الإمبراطوريات التي يمثل واقعها في ذلك الحين قول شوقي رحمه الله  :

أتيت والناس فـوضى لا تمر بهم        إلا على صنم قد هــام في صـــنم

مسيـطر الفرس يبغي في رعيتـه       وقيـصر الروم من كــبر أصم عـم

يعـذبــان عبـاد الله فـي شبـه      ويذبحــان كما ضحـيــت بالغـــنم

والخلـق يفتـك أقــواهــم بأضعفهم      كالأســد بالبهم أو كالحــوت بالبلم

وهذا الكتاب يعطي اليائسين الأمل والمترددين اليقين والمتشائمين التفاؤل  .

 إن دور الإسلام قد بدأ يأتي من جديد وما فيه ليس استنتاجا علميا ولا فكريا وإنما هو فهم عقلي وفكري حسب قواعد الشريعة التي جاء بها القرآن والسنة النبوية والقواعد الشرعية التي استنبطها العلماء من الآيات والأحاديث .  هذا الكتاب نرجو الله أن يؤدي دوره في إيقاظ الغافلين والمترددين الذين لم يفهموا هذا الدين فحاربوه عن جهل وقاوموه من غير أن يعرفوه وكما يقول الفلاسفة :" من جهل شيئا عاداه "  .

وهذا الكتاب جزء من المعركة لمن يبحث عن الخلاص من مفكرين وأحزاب وساسة وحركات جهادية ومن كل الإتجاهات ممن يريدون لأمتهم الخلاص وهو قابل للنقاش لمن أراد .  وهذا الكتاب ليس كتاب تاريخ فلا يعنيني الدخول في التفاصيل ،  وإنما أخذت من تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم ومضات إيمانيــة كيف أن الله ينقذ هذه الأمــة حينمــا تصل إلى حالــة اليأس وأن النصر لها يأتي في حالـة القنـوط بعد أن يظن كثـير من الناس أن الله قد تخلى عن هذه الأمة ( حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ) [ يوسف :  110 ] ..  وأخذت ومضات من حياة ومعارك الصحابة التي خاضوها فهدموا الإمبراطوريات الظالمة  .

 خرج جند الله من الجزيرة بهذا النور ،  نور القرآن ،  ونور الوحي ،  يطاردون الظلم والظلام ،  فأنتصروا وعم الضياء وكلما تخلوا عن حمل الرسالة عاد عدوهم فأنتصر عليهم كان ذلك في الحروب الصليبية وكان ذلك في حروب التتر وهو الآن ،  وكانوا كلما عادوا إلى الإسلام عاد لهم النصر ،  وفي هذا العصر بعدوا عن الإسلام فأصابهم الوهن فكان الذي كان من ذهاب دولة الإسلام وقيام دولة يهود وعاد الظلم والظلام مرة أخرى وبلغ الظــلام والظلم ذروتها في حروب الكفــار ضد المسلمين في كل مكان في الأرض الآن في الوقت الذي يتغنى فيــه الغرب الكافــر بحقــوق الإنســان .  وقد جئت بهذا الكتـاب لأبشر أمتي والعالم من بعد ذلك أن الإسلام قادم ،  إسلام لا شرك فيه ولا ربا ولا احتكار ولا مخدرات ولا مسكرات ولا علب ليل ولا هتك الأعراض باسم الفن ولا المتاجرة بجسم المرأة ولا عبودية إلا لله ،  وأن حضارة الغرب بدأت بالزوال موضحا ذلك بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة في وسط هذا الظلام الدامس الذي بدأنا نخرج منــه ،  وبدأ النور يقوى شيئا فشيئا ،  ولما أحس الغرب الكافر بالخطر على ربيبته ( إسرائيل ) من الإسلام القـادم الذي سيتمثل في سقوط الحكم في مصر وهو ساقط لا محالة ،  وفي سقوط الحكم في الجزائر وهو ساقط لا محالة وفي غيرها من البلاد والشعوب الإسلامية ،  أسرعوا بوضع حل يحاولــون فيـه حل القضيــة الفلسطينيــة فهذا الحل يريدون فيه أن يثبتوا إسرائيل دولــة ،  فهو يسابق القدر ولن يسبق القدر ،  فإسرائيل إلى زوال واليهود في عذاب إلى يوم القيامة ( وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيـامة من يسومهم سوء العـذاب ) [ الأعراف :  167 ] ..

وهذا الحل الممسوخ وما آلت إليه الأمة من حروب أهليــة وثورات إسلاميــة ،  كل ذلك سببه غيــاب الإسلام عن الساحة ،  فإذا أردنا أن نسرع بالخــلاص فليتنازل هؤلاء الحكام عن سلطانهم المزيف الذي يكرس التجزئة وليستجيبــوا لأمر الله في الوحدة والإتحاد ( وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) [ آل عمران :  103 ] ..  وإلا فإن القدر سيجرفهم وسيكونون أضحوكة التاريخ ،  ونقطا سوداء في تاريخ هذه الأمة المجيدة  .

نحن واثقون من النصر وأن النصر آت لا ريب فيه ،  وأرجو من الحركات الإسلامية التي تكلمت عنها في هذا الكتاب أن تأخذ الأمر بروح إيمانية ،  فالمسلم مرآة أخيه المسلم ،  قد أمرنا الله بالتناصح ،  فأنا لم أقصد التشهير ومعاذ الله أن يكون ذلك ،  فقد أعطيت كل حركة حقها وبينت ما تصورت أنه الخطأ في مسيرتها  .

 ولما أخذت الحضارة الغربية في الإنهيار بوجهيها الشيوعي والرأسمالي ،  فهي حضارة واحدة كالعملة الواحدة ذات وجهين ،  لما أخذت هذه الحضارة بالإنهيار وخصوصا بعد إنهيار الشيوعية والفكرة الإلحادية ،  وإنهيار نظرية التطور الحتمي للمادة والتاريخ ،  خرج علينا الوجه الآخر من الحضارة الغربية ( الرأسمالية ) بما يسمى بنظريــة ( النظــام العالـمي الجديد ) ،  فلا تعطي هذه النظرية أي حــل لمشاكل البشرية التي أشقتها ،  وإنمــا هي محاولــة لمنع انهيــار الرأسمالية بالحديد والنار كما فعلت الشيوعية من قبل ،  فأمريكا بما تملك من وسائل تدمير ومن قوة ضخمة ومن أموال تمتص بها دماء الشعوب ،  تحاول فرض هيمنتها وسيطرتها على شعوب الأرض ،  وهي تمثل الجندي الصارم الذي عليه أن يأمر فيطيعه أتباعه .  ولما كانت سنن الله في الكون لا تتغير ودولة الظلم والظلام لا بقاء لها حسب سنة الله في خلقه . .  لذلك فإن هذه الدولة لن تبقى  .

إن الله كان يهلك أمة من الأمم بخطيئة واحدة تصر عليها مثل قـوم لوط ،  وقــوم هود ،  وقوم صالح ،  وقوم شعيب وقوم نوح .  هذه الذنوب جميعا مجتمعة الآن في الحضارة الغربية ،  فإنهيارها حتمي وزوالها قادم .  فسنن الله لا تتخلف (والنظام العالمي الجديد) يجب أن يكون هو الإسلام . بل هو الإسلام كما أخبر بذلك القرآن والأحاديث النبوية ،  وستزول التجزئة وتنهار (الأنظمة) ونعود لقيادة العالم من جديد ،  لا بعرقنا ولا بعنصريتنا وإنما بنور الله الذي بين أيدينا ،  الذي يحرم التجزئة ،  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :""  إذا بويع لإمامين فأقتلوا الآخر منهما  "" .  ليس في الإسلام إلا الطهر والراحة الأبدية والسعادة في الدنيا والمرحمة التي تحرم قتل الشعوب وأكل أموال الناس بالباطل وترد الإنسان عن الغواية وتهديه سواء السبيل  .

 ) والنظام العالمي الجديد ) ليس فيه من جديد ،  فالمفروض أن يأتي أصحاب النظرية بأفكـار جديدة وحلول جديدة لمشاكل الإنســان ،  تمنع عنه الشقاوة وتعطيه الراحة النفسية ،  فهو في النظام العالمي القديم يجري وهو يشرب ،  ويجري وهو نائم ويجري وهو يأكل ويجري ويجري ولا يدري لماذا يجري حتى إذا أعياه الجري سقط صريع جريه ،  تلاحقه الأقساط وتلهب ظهره سياط الفوائد ،  ويعصره الظلم الإجتماعي ،  فإذا كان الإنسان من اللون غير الأبيض زادت شقاوته وتضاعفت تعاسته ،  فالإنسان في حاجة إلى (نظام عالمي جديد  حقا .  وهذا لا يكون إلا في دين الله الممتد عبر آدم وعبر الأنبياء وعبر الكتب السماوية التي ختمها الله بالقــرآن ،  ولأنه الكتــاب الأخير حفظه الله من التغيير أو ( التبديل ) (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [ الحجر :  9 ] . .  والإسلام دين الله القديم ودين الله الجديد ودين الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها  .

 النظام الجديد المطلوب هو الذي يمنع الفوضى في علاقات الإنسان ،  علاقته بربه ،  وعلاقته بنفسه ،  وعلاقته بالناس وعلاقته بالدولــة ،  فليس لـه الحرية كمـا في ( النظـام العالـمي الجديد ؟! ) في أن يأكـل ما يشـاء أو أن يـشرب ما يشـاء أو أن يلبس ما يشـاء وأن يتصرف في المجتمع كالحيوان ،  لا قيود ولا حلال ولا حرام .. ( النظام العالمي الجديد ) كما تريده أمريكا هو تركيز لهذه المفاهيم ،  ( والنظام العالمي الجديد ) كما يريده الله ويريده المؤمنون والذي جاء على لسان الأنبياء لعلاج مشكلة الإنسان ،  أي إنسان ،   في جميع أنحاء الكرة الأرضية ،  لا تفريق في اللون ولا في الجنس ولا في اللغــة ولا في الجغرافيــة ،  فقد جاءت شريعــة الله لإشبــاع حاجـات الإنسان الغريزية بشكل منظم لا كبت ولا رهبانية ولا انفــلات ولا فوضويــة .  فالإنسان في حاجة إلى ( نظام عالمي جديد ) حقا ،  يرى الإنسان فيه التغيير في مأكله وملبسه وعلاقته بمجتمعه حتى تعيش الإنسانية في وئام ،  وهذا قادم بإذن الله بالإسلام الذي سينظم شؤون الدنيا  .

 والذي يقرأ الصحافة اليوم والمؤلفات الكثيرة التي تصدر هنا وهناك في الشرق والغرب ويستمع إلى وسائل الإعلام التي تخوف العالم من الأصولية أي (الإسلام) وكأن الإسلام بعبع يريد أن يفترس الإنسان ،  فهؤلاء الناس ( أعوان الشيطان ) الذين نرجو من الله لهم الهداية سواء كانوا من أصل إسلامي أو غير إسلامي ،  فالإسلام جاء لهدايــة البشر ،  فكيف يخوفون الناس من الأصولية ؟ وماذا تعني الأصولية ؟ . .  أيخافون أن يعبد الناس الله وحده ولا يشركون به شيئا ؟ أيخافون على الربا والربويين وإحتكار المحتكرين ؟ أيخافون على تحريم المخدرات وتحريم المسكرات ؟  أيخافون على ترف الحكام المارقين وفسوق بعض الأثرياء المنحرفين ؟  أيخافون أن يشبع الجائع وأن ينكسي العاري وأن يطمئن الخائف ؟  أيخافون أن يقف واحد من الناس فيقول لحاكم مثل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين :" اتق الله يا عمر " ؟ . . أيخافون من قول الرسول صلى الله عليه وسلم :""  من ترك مالا فله ولورثته ،  ومن ترك دينا فعلي وإلي  "" ،  لماذا يخافون من الأصولية وكثير منهم لم يعرف القرآن ولا اطلع على أحاديث رسول الله ولا قــواعد الإسلام ،  ومنهم من لم يقرأ كتابا إسلاميا في حياته ومنهم من يقرأه فيخاف على فكره القديم فيصر على ضلاله خوفا من أن يقال أنه كان على خطأ .  إن الذي يحدث اليوم في الجزائر وفي مصر وفي بقية العالم الإسلامي ومنهم العرب هو إصرار من الشيطان وأعوان الشيطان على مقاومة القرآن وتحدي لله ،  وعلى العمل لبقاء الجوع في مصر والجوع في الجزائر والجوع في غير مصر والجزائر من بلاد المسلمين ،  مع أن الله قد أعطانا الآن مثلا حيا على ( النظام الإسلامي ) في السودان ،  التي حينما طبقت الإسلام شبعت بعد جوع ،  وأنكست بعد عري وأطمأنت بعد خوف وهي تسير من نصر إلى نصر تحطم الوثنية والصليبية  .

 إن الذين يقاومون الصحوة الإسلامية اليوم يصبون في مصلحة بقاء إسرائيل دولة ،  لأن الذي يرفض بقاء إسرائيل دولة هو الإسلام مهما حاول علماء السلاطين والحكام المتمسحون بالإسلام أن يقولوا غير ذلك .  هيا إلى النظام العالمي الإسلامي الجديدوالقديم قدم الدهر والجديد ما دام الدهر ننقذ به أنفسنا وننقذ به البشرية ونقضي على دولة يهود  .

 وحسبي أني قصدت بهذا الكتاب وجه الله محاولا كشف الغشاوة عن العيون والرين عن القلوب ،  العيون التي أصابها العمى فلم تعد ترى النور وأختلط عليها الأمر وأضطربت السبل وأصبح صاحبهــا كحاطب ليــل ،  لا يهتدي إلى طريق ولا يعرف السبيل إلى الخلاص ،  الخلاص بين أيدينــا والهدايــة بين أظهرنا في كتاب لا يضل ولا ينسى  .

 لقد حاول المحاولون خلال هذا القرن والقرن الذي سبقه السير في كل الطرق التي يظنون بها الخلاص ووصلوا إلى باب مسدود فصدمتهم الحقيقة وبدأ يفيق كثير منهم على أن لا خلاص لهذه الأمة إلا بما إهتدت به أول مرة وهو الإسلام . . 

 والسلام على من اتبع الهدى  .

                                                                         المؤلف
   أسعد بيوض التميمي

حقوق الطبع محفوظة لكل مسلم   2006 ©